الشيخ عثمان الخميس: مسيرة عالمٍ وداعية

حقوق النشر محفوظة لموقع roued.xyz - يُمنع النسخ أو النشر دون إذن مسبق

مقدمة:

الشيخ عثمان الخميس أحد الأسماء البارزة في الساحة الدعوية والعلمية في العالم الإسلامي المعاصر. اشتهر بمنهجه الواضح في الدفاع عن العقيدة السلفية، وبحوثه العميقة في الرد على الشبهات الفكرية، ومشاركته الفاعلة في الحوارات بين المذاهب الإسلامية. تمتد مسيرته لأكثر من ثلاثة عقود، مليئة بالتأليف، والتدريس، والمناظرات العامة. في هذه المقالة، نستعرض تفاصيل حياة الشيخ، مسيرته العلمية، أبرز إسهاماته، وأهم الأسئلة الشائعة حول أفكاره ومنهجه.

الفصل الأول: النشأة والتعليم /

الطفولة والبيئة الأسرية :

وُلد الشيخ عثمان محمد الخميس في الكويت عام **1966**، ونشأ في أسرة محافظة تحرص على التمسك بالتعاليم الإسلامية. كان والده، محمد الخميس، من المهتمين بالعلوم الشرعية، مما أثر في توجه عثمان المبكر نحو طلب العلم.

البدايات العلمية:

التحق في صغره بحلقات تحفيظ القرآن، وبرع في حفظه، ثم درس المبادئ الأساسية في الفقه والعقيدة على يد علماء الكويت. ومن أبرز شيوخه في تلك الفترة الشيخ عبد الله السبت، الذي أشرف على تلقينه أصول الفقه الحنبلي.

الدراسة النظامية والتحصيل الأكاديمي:

تابع تعليمه في المدارس الحكومية، ثم التحق بكلية الشريعة بجامعة الكويت، حيث تخصص في الفقه وأصوله. خلال دراسته الجامعية، توسع في دراسة المذاهب الفقهية، وبدأت تظهر موهبته في الجدل العلمي والمناظرات.

الفصل الثاني: المسيرة الدعوية والعلمية /

التأثر بالمنهج السلفي:

تأثر الشيخ عثمان بالدعوة السلفية منذ شبابه، واعتنق منهجها القائم على اتباع الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح. كان لكتابات ابن تيمية وابن القيم أثر كبير في تشكيل رؤيته الفكرية.

العمل الدعوي في الكويت:

بدأ نشاطه الدعوي من خلال إلقاء المحاضرات في المساجد، والتركيز على تصحيح المفاهيم العقدية، خاصة في ظل انتشار التيارات الصوفية والشيعية في الكويت. أسس عدة مراكز دعوية، منها "مركز الهدى للدراسات الإسلامية"، الذي أصبح منصة لتدريس العلوم الشرعية.

الانتشار الإعلامي:

اشتهر الشيخ عبر برنامج "الراصد" على قناة الرسالة، الذي خصصه للرد على الشبهات المثارة حول الإسلام، كما شارك في عشرات المناظرات التلفزيونية مع ممثلي المذاهب الأخرى، أبرزها مناظرته مع الشيخ حسن الصفار حول الإمامة والخلافة.

الفصل الثالث: المؤلفات والإسهامات الفكرية /

أبرز الكتب:

ألف الشيخ أكثر من 30 كتاباً، منها:

- البراهين الجلية في إثبات الوقفية (دراسة نقدية للقراءات الشيعية للقرآن).

- الفرق بين المصالح المرسلة والبدع (دفاع عن المنهج السلفي في فهم النصوص).

- حوار هادئ مع الصوفية (نقاش علمي مع أتباع التصوف).

المنهجية في الرد على الشبهات :

يتميز أسلوبه بالاعتماد على المصادر الأصلية للفرق الأخرى، مثل مراجع الشيعة الإثني عشرية، مما أكسبه مصداقية في النقد. كما يحرص على تجنب التعميم، والتركيز على الحجج العلمية بدلاً من الانفعال.

الفصل الرابع: الجدل والانتقادات /

موقفه من المذاهب الأخرى:

واجه الشيخ انتقادات بسبب صراحته في نقد المذاهب المخالفة للسلفية، خاصة الشيعة، حيث اتهمه البعض بـ"التشدد". لكنه يرد بأن نقده علمي ولا يستهدف الأشخاص.

الخلافات داخل التيار السلفية:

انفصل عن بعض تيارات السلفية بسبب اختلافات في المنهج، مثل مسألة الولاء والبراء والتعامل مع الأنظمة السياسية.

الدفاع عن مواقفه:

في مقابلة مع قناة الواحة، أوضح أن هدفه هو "بيان الحق دون مجاملة"، مع التأكيد على احترام المخالفين.

الفصل الخامس: الأسئلة الشائعة حول الشيخ عثمان الخميس /

1. ما موقف الشيخ من الحوار بين المذاهب؟

- يؤيد الحوار بشرط أن يكون مبنيًّا على الأدلة، ويرفض التلفيق بين العقائد المتناقضة.

2. هل يُعتبر مناهضاً للشيعة؟

- يرفض هذا الوصف، ويشير إلى أن نقده موجه للعقائد الشيعية وليس للأفراد.

3. ما سبب تركيزه على الردود العلمية؟

- يعتقد أن مواجهة الشبهات الفكرية تكون بالفهم العميق للنصوص وليس بالعواطف.

4. هل له مواقف سياسية؟

- يحرص على عدم الخوض في السياسة، ويرى أن دور العلماء التوعية الدينية.

5. ما رأيه في التطرف؟

- يدين التطرف بكافة أشكاله، ويحذر من الانحراف عن منهج الاعتدال السلفي.

6. كيف يتعامل مع الانتقادات الموجهة إليه؟

- يفتح باب النقاش مع منتقديه عبر قنواته الرسمية، شرط الالتزام بالأدب.

7. ما أهم نصيحة يوجهها للشباب؟

- يوصي بطلب العلم الشرعي من مصادره الأصيلة، والابتعاد عن الفتاوى الشاذة.

خاتمة /

الشيخ عثمان الخميس نموذج للعالم المجتهد الذي يجمع بين التمسك بالتراث ومواكبة العصر. رغم الجدل المحيط ببعض آرائه، يبقى مؤثراً في الأوساط العلمية بمنهجه الواضح وقدرته على الحوار. تُعد مسيرته مصدر إلهام للدعاة الذين يسعون لخدمة الإسلام بالحكمة والعلم.